المعلمون الجزائريون يضربون عن العمل بسبب تدني الأجور وسوء الظروف

63

 ــ دخل المعلمون في مختلف أنحاء الجزائر في إضراب احتجاجا على تدني الرواتب وتدهور ظروف العمل.

ويأتي هذا في أعقاب مظاهرات نظمها الطلاب الشهر الماضي في موجة احتجاج غير عادية.

وقف الطلاب خارج الفصول الدراسية المغلقة وتجولوا بلا هدف يوم الثلاثاء عندما بدأ المعلمون إضرابا لمدة يومين.

ويتخذ المعلمون والطلاب إجراءات في وقت أصبحت فيه الانتقادات العامة للحكومة نادرة.

ويقول المعلمون إن الإضراب مهم وسط انكماش تدريجي للحقوق، بما في ذلك حقوق المرأة والصحافة وأحزاب المعارضة.

وقالت حفيظة أميريش، النقابية المخضرمة، إن الحق في الإضراب “حق مكفول في الدستور”.

لطالما كانت الجزائر الغنية بالغاز فخورة بنظامها التعليمي المجاني والفرص التي يوفرها للطلاب والمعلمين.

ومع ذلك، وعلى الرغم من الاستثمار في التعليم أكثر من جيرانها، فإن البلاد تنفق أكثر على جيشها، وأصبح النظام المدرسي هدفا للغضب الشعبي تجاه مشاكل الحكومة الأكبر، بما في ذلك ارتفاع التكاليف والفساد ونقص الوظائف للعمال المهرة والمتعلمين مثل المعلمين.

يقول المعلمون إنهم يتقاضون أجورًا زهيدة، ويحاول الشباب المتعلمون بشكل متزايد الهجرة خارج البلاد بحثًا عن فرص، مع ارتفاع طلبات الحصول على التأشيرة الأوروبية بشكل مطرد.

لمعالجة الضيق الاقتصادي، رفع الرئيس عبد المجيد تبون الأجور طوال فترة ولايته، بما في ذلك للعاملين في القطاع العام مثل المعلمين الذين شهدوا ارتفاع رواتبهم بنسبة 37٪ خلال ولايته الأولى.

تقول نقابات المعلمين إن الرواتب الأولية كانت بالكاد أعلى من الحد الأدنى للأجور أو إعانات البطالة، وتأمل في المزيد من الزيادات.

في عام 2019، نزل المتظاهرون من جميع أنحاء المجتمع الجزائري إلى الشوارع للاحتجاج على الوضع الراهن الذي ركز السلطة السياسية والاقتصادية في أيدي عدد صغير من النخب السياسية والتجارية.

أصبح الانتقاد العام للمسؤولين الحكوميين وسياساتهم منذ ذلك الحين نادرًا في الجزائر، التي فرضت قيودًا متزايدة على النشاط والنقابات العمالية التي كانت قوية في السابق.

في الشهر الماضي، أضرب الطلاب المحبطون، ونظموا احتجاجات في مدارسهم وعلى شبكات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك للتعبير عن غضبهم إزاء الدورات التكميلية المكلفة والمناهج القديمة التي يزعمون أنها لا تؤهلهم للحفاظ على وظائف مستقرة وجيدة الأجر.

تقول ليليا سعودي، طالبة في السنة الثانية في المدرسة الثانوية: “نحن جيل Z وثورة الذكاء الاصطناعي تتخلل حياتنا اليومية بالفعل”.

تعهد وزير التعليم الجزائري الجديد محمد صغير سعداوي بمعالجة بعض المخاوف المتعلقة بالمناهج الدراسية في أعقاب تقرير من المدققين الفيدراليين يسلط الضوء على “اختلالات” النظام.

Comments are closed.