تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببذل كل ما في وسعه لإنجاح سوريا، وذلك بعد محادثات تاريخية مع الرئيس السوري أحمد الشرع، القائد السابق في تنظيم القاعدة، والذي كان حتى وقت قريب مدرجًا على قائمة واشنطن للإرهابيين الأجانب.
وكانت زيارة الشرع بمثابة تتويج لعامٍ حافلٍ بالنجاحات للزعيم الذي تحول من متمرد إلى حاكم، والذي أطاح بالرئيس المستبد بشار الأسد، ومنذ ذلك الحين، يجوب العالم محاولًا تصوير نفسه كقائد معتدل يسعى إلى توحيد بلاده التي مزقتها الحرب وإنهاء عقود من العزلة الدولية.
وكان أحد الأهداف الرئيسية للشرع في واشنطن هو الضغط من أجل الرفع الكامل لأشد العقوبات الأمريكية صرامة.
وخلال لقائه بترامب خلف أبواب مغلقة، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن تمديد تعليق تطبيق ما يسمى بعقوبات قيصر لمدة 180 يومًا، ولكن الكونجرس الأمريكي وحده هو من يملك رفعها بالكامل.
التقى ترامب بالشرع في أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن، بعد ستة أشهر من لقائهما الأول في السعودية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي عن خطط لرفع العقوبات، وبعد أيام فقط من إعلان الولايات المتحدة أنه لم يعد “إرهابيًا عالميًا مُصنَّفًا بشكل خاص”.
في استقبال هادئ على غير العادة، وصل الشرع، الذي كانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، دون الضجة التي تُقام عادةً للشخصيات الأجنبية المرموقة.
دخل من باب جانبي لم يُتح للصحفيين سوى فرصة رؤيته، بدلًا من الباب الرئيسي للجناح الغربي حيث غالبًا ما تُلتقط الكاميرات ترامب وهو يُحيي كبار الشخصيات.
وفي حديثه للصحفيين، أشاد ترامب بالشرع واصفًا إياه بـ”القائد القوي” وأعرب عن ثقته به. وقال: “سنبذل قصارى جهدنا لإنجاح سوريا”.
لكن ترامب أشار أيضًا إلى ماضي الشرع المثير للجدل، قائلاً: “لقد مررنا جميعًا بماضٍ عصيب”.
اقرأ أيضاً: الأردن يستضيف محادثات أمريكية سورية حول إعادة الإعمار بعد الحرب
سوريا تُجري أول انتخابات برلمانية بعد الأسد
وعدت وزارة الخزانة الأمريكية “بمواصلة تخفيف العقوبات”، وأعلنت عن أمر جديد يحل محل إعفاءها الصادر في 23 مايو/أيار بشأن تطبيق قانون قيصر لعام 2019، الذي فرض عقوبات شاملة على انتهاكات حقوق الإنسان في عهد الأسد. ومددت هذه الخطوة الإعفاء لمدة 180 يومًا أخرى.
تولى الشرع، البالغ من العمر 43 عامًا، السلطة العام الماضي بعد أن شنّ مقاتلوه الإسلاميون هجومًا خاطفًا وأطاحوا بالرئيس السوري بشار الأسد بعد أيام قليلة في 8 ديسمبر/كانون الأول.
ومنذ ذلك الحين، تحركت سوريا بوتيرة مذهلة، بعيدًا عن حلفاء الأسد الرئيسيين، إيران وروسيا، نحو تركيا والخليج وواشنطن.
وكان من المتوقع أيضًا أن يكون الأمن محورًا رئيسيًا لاجتماع الشرع مع ترامب، الذي سعى، في تحول كبير في السياسة الأمريكية، إلى مساعدة سوريا في عملية انتقالها الهشة.
وتتوسط الولايات المتحدة في محادثات بشأن اتفاق أمني محتمل بين سوريا وإسرائيل، التي لا تزال حذرة من علاقات الشرع السابقة مع المتشددين.