دعا الرئيس النيجيري بولا تينوبو إلى استجابة متعددة الأوجه للإرهاب والتمرد وأشكال أخرى من التهديدات الأمنية في منطقة حوض بحيرة تشاد.
صرح الرئيس تينوبو بهذا يوم الأربعاء عندما أعلن افتتاح الاجتماع الخامس لمنتدى حكام حوض بحيرة تشاد في مايدوجوري، عاصمة ولاية بورنو.
وقال إن سلسلة الأحداث التي عطلت استقرار المنطقة في السنوات الخمس عشرة الماضية تتطلب استخدام السلطة بمسؤولية لضمان سلامة وازدهار الناس.
وقد استضافت حكومة ولاية يوبي في مايدوجوري الاجتماع، الذي جمع ثمانية حكام من نيجيريا والكاميرون وتشاد وجمهورية النيجر، بالإضافة إلى المنظمات الإنسانية.
وكان الهدف من الاجتماع معالجة التحديات الأمنية الملحة واستكشاف الحلول للاستقرار في منطقة بحيرة تشاد.
وأشار الرئيس تينوبو، الذي مثله في الحدث نائب الرئيس كاشيم شيتيما، إلى أنه “في حين أن القوة العسكرية ضرورية لاحتواء هذه التهديدات الأمنية، فيجب أن تكون مصحوبة باستراتيجيات تعالج أسبابها الجذرية، بما في ذلك الفقر وعدم المساواة ونقص فرص العمل لشباب المنطقة”.وقال: “أصحاب السعادة، سيداتي وسادتي، يجب أن تكون استجابتنا لهذه التهديدات متعددة الأوجه. وفي حين أن الحلول العسكرية لا غنى عنها، فيجب استكمالها باستراتيجيات تعالج الأسباب الجذرية لانعدام الأمن – الفقر وعدم المساواة ونقص الفرص لشبابنا.
“من المفارقات المأساوية أن أفريقيا، القارة التي تضم أصغر سكان في العالم، ترى شبابها يصبحون وقودًا للمدافع للأيديولوجيات المدمرة ودوافع الصراع. هذا هو التحدي الذي يواجهنا: تحويل هذا العائد الديموغرافي إلى قوة من أجل الخير.
“إن جوهر القوة الحقيقي لا يكمن في امتلاكها بل في تطبيقها. “إن القوة الصلبة قد تؤمن الحدود، ولكن القوة الناعمة من خلال الدبلوماسية والثقافة والقيم المشتركة هي التي تبني الجسور وتربطنا معًا”.
وقال الرئيس تينوبو: “إن كل جزء من العالم متشابك في تحدياته الأمنية الفريدة، مما يؤدي إلى ابتلاع المؤسسة العسكرية العالمية “2.4 تريليون دولار في عام 2023، دون أي علامات على التباطؤ”.
ومع ذلك، لاحظ أن “القوة الصلبة، المنفصلة عن الضرورات الأخلاقية للعدالة والدبلوماسية، لا تؤدي إلا إلى توسيع الانقسام الذي تسعى إلى سده”.
وحث الرئيس منتدى محافظي حوض بحيرة تشاد على البقاء ملتزمين برؤيته التأسيسية، مؤكدًا أنه من خلال هذا التفاني فقط يمكن متابعة الشراكات ذات المغزى التي تعود بالنفع على الناس وتبنيها.
وأبرز أن مثل هذه الشراكات تشمل التزامًا جماعيًا بمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وتعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وأكد كذلك أن القرارات المتخذة “سوف تتردد عبر الأجيال، وتشكل مستقبل هذه المنطقة”.